الأحد، فبراير 26، 2012

طفولتي و الطيران


٢٠١٢٠٢٢٦-٠٩٥٥١٠.jpg






"بابا ابغى اركب طيارة.. يابابا الله يخليك"
كلمة اتذكرها كثيراً منذ الطفولة..
لعل الشغف الذي أحمله بداخلي اتجاه التحليق و حب الطيران..
ارتسم و تأصل بداخلي منذ نعومة أظفاري وبراءة طفولتي..
اذكر البدايات كانت بسوق الخيمة التجاري وفي رمضان تحديداً..
لا أدري إن كنت أدرس حينذاك أم لا فكل ما أذكره من بداياتي..
كانت لعبة طائرة متحركة كبيرة تصدر صوتاً لعملية الأقلاع و تزخر بالعديد..
من الأضواء الزرقاء والحمراء المضيئة بشكل فلاشي جذاب
مررت بجانبها و توقفت لأتأمل هذه الأنوار وذلك الصوت..
الذي مازال يئن داخل طبلتي كأني اعود الآن لذلك الزمان..
بالقرب من ذلك المتجر طلبت من والدتي شراء تلك اللعبة التي اسرت ذلك الطفل منذ الوهلة الأولى..
ووقع أسيراً لها لعلي لا اتذكر من طفولتي الا كرة  قدم زرقاء و اشرطة فيديو للكابتن ماجد..
وهذا ما كان غريباً يومتها لعبة مختلفة عن نوعية ما أملك من ألعاب..
يومها أبيت أن اغادر المكان إلا برفقة تلكم اللعبة..
أخذت والدتي بيدي و تعدني بشرائها إذا ما تبقى لها مبلغ زائد بعد تسوقها..
وإذ بي اصرخ (مالي مالي ياماما ابغى اللعبة دي) وهيا توهمني بخرابها وانها ساتبحث لي افضل منها..
وانا اصيح واصرخ حتى اشفقت خالتي علي واقنعت والدتي بشراء تلك اللعبة بعد ان علت صرخاتي جنبات..
السوق بأكمله ليسمعني القاصي والداني..
اشتريت تلك الطائرة التي اعتبرها المدخل الاول لي في عالم الطيران..
منذ ذلك اليوم وانا اقع اسير لهذا العالم..
اتذكر صور لأناس يلقون التحية من نوافذ تلك اللعبة وانا ببرائتي أبادلهم تلك التحايى..
كنت كالمجنون امسك بها و أحلّق في اسياب البيت و جنبات الغرف مطلقاً عبارة..



٢٠١٢٠٢٢٦-٠٩٥٦١٠.jpg




"طيارة طيري في الجو.. طيارة طيري في الجو"
فكلما أحلق بها بيداي الصغيرتان كلما كبر هذا الحلم في عقلي الباطني ومخيلتي اللاواعية..
في كل مرة اقابل فيها والدي اطلب منه هذا الطلب بالعبارة التالية:
"بابا ابغى اركب طيارة.. يابابا الله يخليك"
وعدني و أوفى بوعده عندما أخذنا في احد السنوات في ثانيه ابتدائي ان لم تخنني الذاكرة
إلى مدينة جيزان لزيارة جَدِه رحمة الله عليه وهنا تحقق الحلم..
المطار.. الطائرة.. نعانق السماء.. يالله شعور ينتابني كأني طير مُحلّق في جُنحِ السماء
اول طائرة أطأها كانت البوينق ٧٣٧ او خط البلدة كما يحلو لمحبيها تسميتها..
هنا تحقق حلم ذلك الطفل و أخذ يكبر و يكبر إلى أن ترسّخ بهدية والدي عند نجاحي..
والتي كانت عبارة عن مطار كامل بجميع لواحقه و لوازمه ومن هنا تأصل حب الطيران بداخلي وأخذت يوماً بعد يوم وانا أحلم بهذا العالم